فضاء الطفولة بمهرجان فنون الأطلس بأزيلال يصنع الابتسامة للأطفال
نيوتيفي-حميد رزقي
تبدو الطفلة آية، وهي من ضمن آلاف الأطفال القرويين الذين حجوا إلى ’’ فضاء الطفولة ‘‘سعيدة جدا، وهي تعتلي كرسيا للألعاب في حديقة 18 يونيو المفتوحة في وجه العامة بالمجان ضمن فعاليات مهرجان فنون الأطلس بأزيلال.
والطفلة آية، التي لم يتجاوز عمرها 7 سنوات، تنحدر من قرية نائية من جماعة آيت بواولى التابعة لإقليم أزيلال، حلّت رفقة أسرتها ضيفة على عائلة بمدينة أزيلال، خصّيصا لمتابعة فقرات هذا المهرجان الفني الذي بات تقليدا سنويا لمدة اثنا عشر ربيعا.
يقول رئيس جمعية المهرجان الصيفي لأزيلال، سعيد الوهابي’’ أبت إدارة المهرجان إلّا أن تخصص ’’ فضاء للطفولة ‘‘تنظم فيه ألعاب للأطفال وخيمة لتنشيط الطفل من خلال ورات فنية متنوعة، مستفيدة في ذلك من النسخ الماضية التي عرفت إقبالا منقطع النظير لهذه الفئة، ما يُشجعنا على بدل المزيد من الجهود للرفع من منسوب الإقبال لتحقيق التميز والفرادة في أفق نيل الرعاية الملكية للنسخ المقبلة.
وأضاف “الوهابي”، ل ’’ تيفي نيوز ‘‘، إن تجربة خلق فضاءات ألعاب خاصة بالأطفال تحتاج إلى جهد مضاعف، وتعدُّ فكرة نبيلة. لافتا أن الساهرين على المهرجان يطمحون في كل نسخة إلى إشراك أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا أصحاب الأمراض المزمنة في مختلف الأنشطة الفنية والثقافية، ليكون ’’ مهرجانا للجميع‘‘.
وتوقع أحمد (27 عاما) من قرية نائية نواحي أزيلال، وهو من أقرباء الطفلة آية، أن يكون مهرجان فنون الأطلس هذا العام متميزا، “نظراً للجهود المبذولة والتركيز الفائق على التنوع في فقرات هذه النسخة بهدف استهداف كل الفئات العمرية وجلب أكبر عدد من الزوار.
وقال إن إدارة المهرجان وأعضاء جمعية المهرجان الصيفي لأزيلال، الساهرين على تدبير فضاءات المهرجان، يعملون على مدار عقارب الساعة لصناعة الفرجة وخلق المرح. مشددا على أن بصمة هذه الجهود يتلمّسُها كل زائر في النسخة الحالية، وسيكون لها أثر إيجابي على مستوى التعريف بالتراث الفني والمنتوجات المجالية بالإقليم.
من جانبه ’’ كشف رئيس جماعة أزيلال الترابية بدر ناجح فوزي في تصريح ل ’’ نيو تيفي‘‘’’ أن الغاية من المهرجان ليس تبذير المال العام أو الرقص على جراح الفقراء كما يروج البعض، إنما خلق الفرجة لهذه الفئات المتحدرة من القرى النائية التي تنتظر هذا العرس الفني على مدى العام.
وأضاف الرئيس، يكفينا فخرا كمسؤولين وفاعلين مدنيين وسلطات عمومية ’’ أن نعيد الابتسامة لبراعمنا ‘‘وأن نصنع الفرجة لعدد من المسنين والمرضى، في زمن عظُمت فيه متاعب الحياة وازداد فيه منسوب التوتر والقلق في أوساط مختلف الأسر ولدى الشباب خاصة.
وضمن تصريحه ل’’ تيفي نيوز ‘‘قال محمد أوحمي، وهو فاعل جمعوي نشيط مهتم بالفئات الهشة بالعالم القروي، إن المهرجان في نسخته الحالية يشهد “تفاعلاً شعبياً”، بالنظر إلى غنى فقراته وتنوعها، واهتمامه بالطفولة والتراث الفلكلوري المحلي والتبوريدة، ما يحفّزنا كفعاليات محلية على الانخراط في تنشيط هذا الحراك الثقافي والفني بالإقليم.
وأبرز الناشط الجمعوي ذاته ’’ أن نسبة الحضور في النسخة الحالية للمهرجان تضاعفت، حيث يصعب حصر عدد الوافدين والزوار، لافتا أن كل منازل الايواء والفنادق امتلأت عن آخرها، كما أن فضاءات المهرجان ما تزال تستقطب عشّاق فن الأطلس بسبب الدعاية الإيجابية للإعلام وجمال المدينة الآخاذ.
وأضاف أوحمي’’ أن أزيلال عرفت خلال هذه المناسبة نشاطا اقتصاديا امتد أثاره إلى شلال أوزود وبحيرة بين الويدان لقرب المسافة من مكان المهرجان، حيث اختار بعض الزوار وأفراد الجالية فنادق بها، لافتا أن المقاهي والمطاعم غصت بالزوار وأن البعض منهم لا يجد متطلباته في الساعات المتأخرة من الليل، حيث تمتد السهرات والأهازيج الشعبية حتى الثالثة صباحا. مختتما تصريحه بالإشادة بعمال النظافة الذين يباشرون أشغالهم قبل بلوغ الفجر ليستيقظ الزوار على مدينة نظيفة ساحرة.
وأشار المتحدث أن فعاليات الدورة ال 12 لمهرجان “فنون الأطلس” الذي تنظمها جمعية المهرجان الصيفي لأزيلال بشراكة مع جماعة أزيلال وعمالة أزيلال والمجلس الإقليمي ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت شعار “الموروث الثقافي والفني دعامة اساسية للتنمية المجالية” ستتواصل الى غاية السبت 29 يوليوز الجاري.