
سفيان الشكيح يكتب ..الطريق إلى انتخابات 2026…
نيوتيفي-
مع بداية التسخينات الانتخابية للاستحقاقات المقبلة، وتواجه أحزاب الأغلبية حول من سيقود حكومة المونديال، وكأن قيادة حكومة ما قبل المونديال انتهت دون حوادث سير مميتة! وأخرى خرج منها الناجون بجروح خطيرة أو متفاوتة الخطورة! أحزاب و”نخب” ترغب في قيادة المستقبل دون الوقوف عند منجزات الماضي والحاضر، وكأنهما غير مهمين في سوق الانتخابات المغربية.
ماذا قدمنا للمغاربة سواء كأحزاب الأغلبية أو المعارضة بعد استحقاقات 8 شتنبر؟ وهل التزمنا بما وعدناهم به، أم سقطت وعودنا تباعًا كما تسقط الاعترافات بجبهة البوليساريو بفضل دبلوماسية جلالة الملك؟ أو على الأقل، هل نعرف من يريد المغاربة أن يقودهم في المرحلة المقبلة؟ أم أن المغاربة أصلاً لا يريدون السياسة والسياسيين؟ كلها أسئلة تتبادر إلى ذهني كلما رأيت مسؤولًا سياسيًا أو منتخبًا يتحدث حول حكومة المونديال.
أي نخب نحتاجها لقيادة حكومة المونديال؟
المؤكد أن البروفايلات السياسية التي يحتاجها المغرب مختلفة، فنحن نحتاج إلى سياسوية السياسي الانتخابي الذي يتقن الخطاب، دغدغة العواطف، والمواجهات الكلامية، لكننا نحتاج أيضًا إلى تقنية التكنوقراطي الذي درس في المدارس العليا الوطنية والدولية… غير أن البروفايل الأول غالبًا ما يكون ضعيفًا تقنيًا، أما الثاني فتخونه قدراته الخطابية في التواصل، سواء مع نواب الأمة أو المواطنين أو وسائل الإعلام… لهذا، على الأحزاب السياسية أن تعمل جاهدًا لاستقطاب بروفايلات تكنوسياسية (des techno-politiciens) قادرة على الجمع بين ما هو حزبي سياسي انتخابي وما هو تقني يعتمد على الكفاءة المعرفية والعلمية والعملية، وهذا أمر عسير غالبًا ما تواجهه الأحزاب المغربية.
المؤكد أيضًا أن النخب “الانتخابية” الكلاسيكية لا يمكن التخلي عنها رغم كل ما يعيبها، فهي وحدها القادرة على حشد الجماهير والناخبين.
حتى لا نضيع في الطريق إلى مونديال 2030، وحتى لا نتسبب في حوادث سير أخرى قد لا يخرج منها المغرب بسلام، لنركز على حكومة ما قبل المونديال، ولنقدم للمغاربة ولو جرعة قليلة من الثقة تحمي وجهنا ووجه المغرب الذي نتصوره ونناضل من أجله.