خالد أقزة: ارتفاع معدل الطلاق راجع لغياب الحوار بين الأزواج وانعدام الثقافة النفسية داخل الأسر.
نيوتيفي-عز الدين بلبلاج
تعتبر مؤسسة الزواج الإطار الحقيقي لبناء مجتمع متكامل ومتنوع البنية ومحافظ على الأعراف والتقاليد؛ وكذلك مجال لضمان الإستمرارية لمجتمع نشيط ومتناسل ولا تطبعه الشيخوخة ولا تتسع فيه العديد من الظواهر الغير أخلاقية كالأمهات العازبات والأطفال المتخلى عنهم بدون معرفة الأصول وكثرة الفساد؛ وحالات أخرى تدخل في خانة الطابوهات لحجم بشاعتها وفضاعة مرتكبيها.
وقد شكلت آفة ” الطلاق” عبر صيرورة من الزمن فرصة حقيقية لظهور حالات اجتماعية شادة وانتشارها وتأثيرها سواء على مستوى المحيط أو المجتمع برمته، ولطالما كانت ظاهرة الطلاق موضوع امتناع ورفض وتحفظ كافة الأوساط والمتدخلين لحجم المشاكل التي تخيم على المجتمع وتؤثر على فئة عريضة منه، بالإضافة إلى أن الارتفاع المهول لمعدل الطلاق في السنوات الأخيرة أصبح يطرح العديد من التساؤلات الجوهرية لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه المعدل الذي يتجاوز 20000 حالة طلاق في السنة خلال العشرية الأخيرة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور “خالد أقزة” اخصائي الطب النفسي من خلال الحوار الذي أجرته “الجريدة” معه؛ بأن الارتفاع الكبير لمعدل الطلاق بالمغرب أصبح يدق ناقوس الخطر مما يتعين على جميع الهيئات بمختلف مسؤوليتها وأدوارها الجلوس لوضع مخططات استراتيجية وفتح نقاش وطني للحد من هذه الظاهرة التي ستؤثر على مستقبل الأجيال القادمة في ظل تنامي ظاهرة العزوف عن الزواج في صفوف الشباب.
ويرى “أقزة” بأن ارتفاع معدل الطلاق بين الازواج من الناحية النفسية راجع إلى غياب عامل الحوار والتفاهم وحل المشاكل والازمات بطريقة سلسة بعيدا عن التعصب وارتفاع الاصوات والمزايدات، ويضيف بأنه في ظل عدم الحفاظ على ضبط النفس والتقيد بالإحترام خلال المناقشة يساهم في تعميق فجوة الخلاف وتطوره مما ينتج عنه العديد من الاشياء الغير متوقعة كالاعتداءات الجسدية واللفظية التي تكون في بعض الأحيان وخيمة وسببا كافيا لطلب الانفصال.
ويؤكد “أقزة” بأنه في ظل غياب الثقافة النفسية داخل الأسر المغربية لن يكون هناك حد لانتشار ظاهرة الطلاق من جهة وكذلك استباق حدوث المشاكل بين الازواج او الأبناء، لأنها مفهوم الثقافة النفسية ليس له علاقة بالمرض النفسي، بل له علاقة بقيمة الوعي ودرجاته في نفوس الاشخاص؛ وكذلك المواكبة النفسية مع الاخصائيين للتخفيف من ضغوطات الحياة ومحاولة إزالتها وابعداها عن المحيط الأسري والعيش في وضعية مريحة يطبعها الحوار والتفاعل وحل جميع المعيقات بطرق حضارية دون خسارة أي طرف لآخر وكذلك البقاء على الدفء العائلي والتماسك الأسري.