
المستشار برلماني عبد الرحمان الوفا يطرحه علي وزير التربية والتعليم تحسين وضعية أساتذة التعليم الأولي
نيوتيفي-تحفي محمد
يتناول هذا المقال تسليط الضوء على السؤال الذي طرحه المستشار البرلماني السيد عبد الرحمان الوفا، والذي وجهه إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. يستفسر السيد الوفا عن التدابير التي تعتزم الحكومة اتخاذها لتحسين أوضاع أساتذة التعليم الأولي وضمان كرامتهم المهنية. إن هذا الموضوع بالغ الأهمية، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها أساتذة التعليم الأولي، والتي تؤثر سلباً على التعليم ككل.
تعتبر مرحلة التعليم الأولي من المراحل الأساسية في تكوين الأطفال، حيث تلعب دوراً محورياً في بناء شخصية الطفل وتطوير مهاراته الأساسية. ولذلك، فإن توفير بيئة عمل ملائمة للأساتذة في هذه المرحلة يعتبر أمراً ضرورياً. لكن الواقع يشير إلى عدة تحديات تواجه هذه الفئة من الأساتذة، والتي يتوجب على الحكومة النظر فيها.
بطبيعة الحال، تتعلق التحديات بالأجور الهزيلة التي يتقاضاها الأساتذة. حيث يشير السيد الوفا إلى أن الرواتب التي يحصل عليها الأساتذة لا تعكس حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ما يؤدي إلى تدهور معيشتهم، ويعكس غياب رؤية حكومية واضحة لتحسين وضعهم. نتيجة لذلك، يشعر الأساتذة بعدم التقدير لمجهوداتهم، مما قد ينعكس سلباً على جودة التعليم.
الحجم الكبير من المسؤوليات الملقاة على عاتق أساتذة التعليم الأولي يستحق الالتفات إليه. إن هؤلاء الأساتذة يتحملون مسؤولية تشكيل عقول الأطفال وتهيأتهم للمرحلة التعليمية التالية، مما يجعل من الضروري دعمهم وتأهيلهم.
و يُشكّل الافتقار إلى التغطية الصحية والاجتماعية عائقاً كبيراً أمام استقرار الأساتذة مهنياً وحياتياً. إن ضمان التغطية الصحية والاجتماعية لهم ليست مجرد مطلب فردي، بل تعزز من استقرارهم المهني، مما ينعكس بشكلٍ إيجابي على أدائهم التعليمي.
قدّم السيد عبد الرحمان الوفا مجموعة من المقترحات التي تهدف إلى تحسين أوضاع أساتذة التعليم الأولي، فتتضمن مراجعة نظام الأجور بما يتماشى مع المسؤوليات والمهام الملقاة عليهم، وتوفير التغطية الصحية والاجتماعية اللازمة. كما دعا إلى إطلاق برامج تكوين مستمر لضمان تعزيز كفاءات الأساتذة ومواكبتهم للمستجدات التربوية. وأخيراً، طالب بالاعتراف بمهنة التعليم الأولي كجزء من النظام التعليمي الوطني.
في نهاية المطاف، يُعتبر نداء السيد عبد الرحمان الوفا للإصلاح ضرورياً، حيث إنه يُعبر عن أهمية الظروف التي يجب أن يعمل في ظلها أساتذة التعليم الأولي. تحسين أوضاعهم ليس مجرد مطلب فئوي، بل هو جزء أساسي من إصلاح المنظومة التعليمية ككل. إذ لا يمكن تحقيق نهضة تعليمية شاملة دون دعم هذه الفئة بشكل لائق.
يبقى السؤال الأهم: ما هي الإجراءات المحددة التي ستتخذها وزارة التربية الوطنية لتحسين وضعية أساتذة التعليم الأولي؟ هل سيكون هناك خطوات عملية تعكس تقديراً حقيقياً لدورهم المحوري؟ منتظرة الأوساط التعليمية والمهنية إجابات واضحة ومبادرات جادة من الحكومة لإنصاف هذه الفئة