
“ولد الشينوية” والجدل حول التفاهة الرقمية
نيوتيفي-كنزة البازي
ظاهرة محتوى التفاهة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مجهر القضاء
أثار ملف اليوتيوبر المغربي رضا البوزيدي، المعروف بـ”ولد الشينوية”، جدلاً واسعاً في المغرب حول نوعية المحتوى الذي يُقدَّم عبر منصات التواصل الاجتماعي. جاء ذلك خلال جلسة محاكمته الأخيرة بمحكمة عين السبع بالدار البيضاء، التي اعتبر فيها نائب وكيل الملك، جمال لحرور، أن بعض ما يُنشر على هذه المنصات يعكس مستوى متدنياً من “التفاهة” التي تهدد النسيج الأخلاقي والاجتماعي.
انتقاد لاذع من النيابة العامة
في مرافعته، وجّه نائب وكيل الملك نقداً قوياً للمحتوى الرقمي الذي وصفه بـ”المضر” للأطفال والمجتمع، متسائلاً عن تأثيره على الأجيال الصاعدة، خصوصاً عندما يصبح نموذجاً يحتذى به من قبل الشباب. وأكد أن هذه الظواهر لا تنسجم مع الأهداف الإصلاحية التي يسعى إليها المجتمع المغربي. كما شدّد على أن تفشي هذا النوع من المحتوى يتطلب تدخلاً قانونياً حازماً للحد من تبعاته السلبية.
الدعوة إلى الصلح بين الأطراف
في المقابل، ركز دفاع المتهمين على أهمية تبني مقاربة الصلح لحل النزاع، مشيرين إلى أن القضية تخص خلافاً بين شخصين من نفس الحي، وأن هناك تقارباً واحتراماً بين العائلتين. كما طالبوا بضرورة التركيز على إنتاج محتوى هادف وجيد يخدم المجتمع بدلاً من الدخول في نزاعات تؤدي إلى المحاكم.
تهم قانونية خطيرة
واجه “ولد الشينوية” ومن معه تهمًا تتعلق بالسب والقذف، ونشر ادعاءات تمس بالحياة الخاصة عبر الوسائط الرقمية، إضافة إلى تهديد الأمن داخل مرفق أمني. ورغم تقديم المتهمين في حالة سراح، أمرت النيابة العامة باعتقالهما، مما يعكس جدية السلطات في التعامل مع مثل هذه القضايا.
تفاهة المحتوى.. إلى أين؟
قضية “ولد الشينوية” ليست مجرد محاكمة فرد أو محتوى معين، بل هي إشارة إلى أزمة أوسع تتعلق بالمستوى الأخلاقي والقيمي للمحتوى الرقمي. وبينما تسعى الجهات القضائية إلى حماية النظام المجتمعي، يبقى التساؤل مطروحاً: كيف يمكن للمجتمع مواجهة هذه الظاهرة دون المساس بحرية التعبير؟
في انتظار صدور الحكم، تستمر المناقشات حول المسؤولية المشتركة بين منتجي المحتوى والجمهور في بناء فضاء رقمي صحي يخدم القيم الأخلاقية ويعزز الإبداع المسؤول.





