مبالغات بعاشوراء: هل حان وقت التفكير الجاد؟
نيوتيفي-كنزة البازي
في زمن يعصف فيه الجفاف بالكثير من البلدان، ويتزايد القلق بشأن ندرة المياه، يتمرَّس البعض في مبالغات لا تليق بعاشوراء، فصراخ النيران في الشوراع والساحات يحتاج إلى كميات هائلة من المياه لإخماده، ويُنفق على ذلك جهود وموارد العديد من الجهات الحكومية مثل الوقاية المدنية، مع تبني آخرين لسياسات التراشق بالمياه في وقت تحتاج فيه الأرض لكل قطرة.
عاشوراء، هذا اليوم الذي يجسد قيم الصبر والتأمل والتسامح، يُشوبه بعض الفردوسيات التي تفتقر إلى الوعي بالأزمات الحالية. فلماذا لا يتوقف البعض عن إضاعة الموارد والجهود في مظاهر تافهة؟ لماذا نسمح للعبثية أن تُلقي بظلالها على هذه الذكرى الدينية العظيمة؟
التحدي الحقيقي هو استعادة توازن بين الاحتفال والوعي بالمسؤولية. يجب على الجميع أن يسعى إلى تقديم مساهماتهم في بناء مجتمعات أكثر تلاحمًا وتفاعلًا، بدلاً من الانجراف وراء التصرفات العابثة التي لا تُساهم سوى في زيادة الفوضى واستنزاف الموارد.
نحن بحاجة إلى تحري الحكمة والتفكير الجاد، لنبدأ بالاحتفالات الصحيحة التي تجمع بين الاحترام للتقاليد والوعي بالتحديات المعاصرة. دعونا نضع حداً للمبالغات ونتجه نحو عاشوراء تعكس القيم الحقيقية للتسامح والتضحية، دون أن ننسى أن نُساهم بفعالية في حفظ الموارد والمحافظة على بيئتنا.
فلنجعل من هذا العاشر من محرم فرصة للتأمل والتفكير العميق، ولنستخدم طاقاتنا لخدمة مجتمعنا ولبناء مستقبل ينعم بالاستقرار والتقدم.