رعاع اليوتيوب لا أخلاق لھم فاحذروھم.
نيوتيفي-
قال الحقوقي محمد المديمي رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب اليوم أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي في وقتنا الراهن ببلدنا الحبيب المغرب الوعاء الأكبر في الشبكة العنكبوتية، ذلك أنها مباحة للجميع بلا شروط أو قواعد، فيمكن للجميع في المغرب استخدامها واللجوء إليها دون شرط أو قيد، فالجاهل من حقه أن يدخلها والمنحرف والمجرم والنصاب… فلا حدود ولا مزايا لمن يريد استخدامها، ولعل الخطأ الأكبر في هذه الخدمة العولمية الحتمية أنها تفتقد للمعايير التي تحفظ مكانة المواهب وتعطيها حقها وقيمتها الحقيقية.
الخطير أن ما شجع هذه الشبكات على سطحية التفكير، فسابقا قبل أن نبتلي بھا، كان التفكير أعمق والمقال والعمود كان أعمق كذلك، والآن أصبح كل شيء سطحيا وأصبحت المعلومة بلا معنى، بلا تحليل وبلا تفكير وهذه هي مشكلة العصر الرقمي ، فالنجم اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي ليس المفكر وليس الكاتب وليس المثقف بل هو التافه، وكلما زادت تفاهة هذا النجم زادت نجوميته، وذلك لأن ھؤلاء الدھماء ليس لھم ما يقدمون، فيبرعون في عملية زيادة التفاهة عند الناس، حقا عندما تغيب المعرفة يحضر الخبث.
إن الغالبية العظمى من مستخدمي هذه المنصات التواصلية هم من المسطحين فكريا وثقافيا، ويكفي أن نضرب أمثلة من عمالقة الفكر والأدب يتم إهمالهم من قبل الجمهور التواصلي في الشبكات الاجتماعية، في وقت نجد فيه الرعاع من أصحاب العقول الاستعراضية الشكلية تحتل هذه المنصات وتستحوذ على اهتمام الكثيرين، ما يعني بالنتيجة وجود الوعي المسطح الذي أصاب الجميع بعد أن صارت شبكات التواصل أبوابا مفتوحة لتسلل المغرمين بالتفاهة وقلة الوعي.
و لذلك أصبحنا نعيش العبث بكل صوره، فأخلاق تنحدر، وصورة تتشوه، وثقافة تتسطح، وقيم تتلاشى، وجيل بأكمله يضيع. وكلنا مسؤولون، من أفراد ومؤسسات، عن ھذا المسخ الفكري الذي ساد في المجتمع عبر حفنة من الرعاع ذوي الأخلاق المنحطة، والذين يعانون من الانحلال الخلقي والتفكك الاجتماعي وضعف الوازع الديني، بل الأدهى والأمر أن نقائصهم تلك أصبحت مفخرة يجاھرون بھا عبر منصاتھم، مما يشكل خلطا في ذھنية الجمھور، أن تلك القيم الخطأ ھي الفضيلة.
فمن بين ھؤلاء الوضعاء، شخص يخرج على المشاھدين بشكل يومي، وغايته تحقيق المال، وذلك بأقوال تنعدم فيھا الأخلاق والقيم، ولكي يجلب الجمھور إليه يحكي عن نفسه وأمه وزوجته وقائع بورنوغرافية قاموا بھا في الماضي تحت قھر الفقر، ولأن الناس فطريا تميل لخرق القواعد التي إرتضاھا المجتمع، والجنس والعنف أقوى ھذه الطابوھات، فإن الجمھور يتابع ويشجع من أجل إخراج المزيد.
ولأن سرد الأحداث تنتھي مھما طال وقت حكيھا، ولكون الجمھور متعطش لھذا النوع من الفرجة السمجة، فقد أصبح يطعن في أعراض الشريفات والشرفاء، محققا بذلك محاولة جعل الواقع النتن الذي عاش فيه أمرا عاديا، وكذا تحقيق المشاھدات.
ھذا النوع من الدھماء، والذي يخرج على اليوتوب، سيتعامل بأحط جانب من الطبيعة البشرية من أجل تحقيق شھوة الربح. ذلك أنھ من حيث لا يشعر يقدم النموذج للمواطن المغربي، بأن الإنسان ھو كل من يستطيع أن يكون وقحا، ولا شرف لھ، ولا عھد لھ، والذي لا يحتاج إلى تعليم أو تثقيف، بل يكفي أن يكون من وسط منحط، ولھ جرأة على سب نفسھ والآخرين، وتكون لھ قدرة عجيبة على إنتاج الحقد والكراھية.