
“أطباق العيد” تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي .. وخبير: تغيرات في قيم المجتمع

مباشرة بعد نحر المغاربة الأضاحي، تنتقل هذه الأخيرة من الفضاء الواقعي إلى الفضاء الافتراضي الرقمي لتجتاح بعد عملية “السلخ” مصفوفة من الصور تضم أطبا متنوعة وأصنافا متعددة من الأكل على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، في ما يشبه عملية “غزو بصري” يمارسه العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب، بوعي أو بدونه.
وفي ظل عدم تمكن العديد من الأسر المغربية المعوزة والفقيرة من شراء الأضحية والاحتفال بـ”العيد الكْبير”، يطرح السؤال المتجدد عن مدى تغيّر “الهوية القيمية” لعيد الأضحى، وانزياحه التدريجي عن “أداء الشعائر ومقاصد العبادة” إلى التفاخر بين الناس، وتحوله ليصير عادة مجتمعية تظل غاية في حد ذاتها”، مع ما يثيره نشر تلك الصور المتباهية المرتبطة بالمناسبة من مشاعر الإحساس بالغبن والدونية وبث اليأس والحرمان في نفوس الفئات الهشة اجتماعيا
واقتصاديا.
وإذا كان عيد الأضحى في السابق موعدا للتضامن الاجتماعي ومناسبة تساهم في تمتين أواصر التآزر والتآخي وتعزيز التراحم والتلاحم بين الأسر والعائلات المغربية وكذا الجيران في ما بينهم، فإنه قد صار خلال السنوات القليلة الماضية فرصة للتباهي والتفاخر والتظاهر بصور أفرغت المناسبة الدينية الأغلى على قلوب المغاربة من جوهرها القيمي ومضمونها الأخلاقي وقيمتها التعبدية بمقصد التقرب إلى الله وتقوية الشعور بما يعيشه الفقراء والمعوزون.